recent
أخر الأخبار

"بريكست": المملكةُ المتحدة قد تواجه نقصاً في الوقود والغذاء والدواء

ليس أمراً مستبعداً، أن تواجه المملكةُ المتحدة نقصاً في الوقود والغذاء والدواء، نتيجة اضطّراب حركة المرور في القناة الإنكليزية مدّة تصلُ إلى نحو ستة أشهر، وذلك وفقاً لوثيقة "سيناريو أسوأ الاحتمالات" التي وضعتها حكومة المملكة المتحدة في سياق إدارتها لملف "بريكست".

الوثيقة التي باتت تُعرف باسم "عملية يلوهمر" (المطرقة الصفراء)، هي ملفٌ سرّي أعدّه مكتب مجلس الوزراء البريطاني في شهر آب/أغسطس الماضي، ويرصد فيه معدّوه تداعياتِ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وتتوقع الوثيقة أنه ما بين 50 إلى 85 بالمائة من الشاحنات التي تعبر القناة بين المملكة المتحدة وفرنسا ستواجه مشكلات تتعلقُ بجهوزية مركز التدقيق الجمركي الفرنسي، ما سيؤدي إلى "اضطّراب شديد في حركة مرور الشاحنات لمدّة تصل إلى ستة أشهر"، إلى أن يصار إلى ضبط شحن البضائع وفقاً للمتطلبات الجديدة.

مايكل جوف_رويترز
الوزير المكلف بتنسيق الاستعدادات للخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، مايكل جوف، قال يوم أمس الأربعاء: إن الوثيقة (المطرقة الصفراء) قديمة ولا تعكس حقيقة الاستعدادات الراهنة التي اتّخذتها الحكومة، مؤكداً على أن الاحتمالات الواردة في الوثيقة المنشورة يتمّ حالياً مراجعتها.

وكان جوف نشر تلك الوثيقة بناءً على طلب من أعضاء البرلمان، مع الإشارة إلى أنه رفض الإفصاح عن وجهة نظر مستشاري الحكومة بشأن قرار رئيس الحكومة بوريس جونسون تعليق عمل البرلمان حتى منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وقال: إن طلب النوّاب الإطلاع على المحادثات التي يجريها المستشارون في "داوننغ ستريت" هو أمرٌ "غير معقول وغير لائق".

الحدود
تقول الوثيقة: إنّ من المحتمل أن تضطر الشاحناتُ إلى الانتظار مدةَ يومين ونصف لعبور القناة الإنجليزية، كما يمكنُ أن تؤدي طوابيرُ الانتظار المرورية إلى تأخر مرور شحنات الوقود ما من شأنه أن يؤثر سلباً على الأوضاع في لندن وجنوب شرق إنجلترا.

ووفقا للوثيقة، ستتأثر الخدمات المالية عبر الحدود وأيضاً تبادل المعلومات بين الشرطة وأجهزة الأمن، وتقول الوثيقة: إن المواطنين البريطانيين سيخضعون أيضاً لتفتيش دقيق في المراكز الحدودية للاتحاد الاوروبي.

الدواء
إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق سيكون له تأثيرٌ غير مباشر على إمدادات الأدوية في المملكة المتحدة، حيث يتم استيراد ثلاثة أرباع الدواء عبر هذا المضيق القصير.

وحسب الوثيقة فإن "اعتماد سلسلة التوريد من الأدوية والمنتجات الطبية على معبر المضيق القصير يجعلها عرضة للتأخر مدّة طويلة"، و"في حين أن بعض الأدوية يمكن تخزينها، فإن أدوية أخرى لا يمكن أن تُخزّن بسبب قصر مدة الصلاحية، ولن يكون مجدياً أيضاً تخزين المنتجات لتغطية التأخير المتوقع لمدة تصل إلى ستة أشهر"، وفق ما جاء في الوثيقة.

واتقول "المطرقة الصفراء": إن تعطيل إمدادات الأدوية للاستخدام البيطري يمكن أن "يقلل من القدرة الوقاية من تفشي الأمراض والسيطرة عليها"، مما قد يكون له "تأثير ضار على صحة الحيوان وجودة البيئة وسلامة الأغذية"، ذلك أن الأمراض التي تنتشر في الحيوانات من شأنها أن تؤثر أيضاً على صحة الإنسان.

الغذاء
تقول الوثيقة: إن امدادات أنواع معينة من الطعام الطازج ستتأثر أيضاً، وتضيف أن "بعض أنواع امدادات الأغذية الطازجة ستنخفض"، مشيرة إلى أن الأسر الأكثر فقراً ستتأثر كثيراً بارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود.

تقول "المطرقة الصفراء": إن البريطانيين الذين يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي سيفقدون حقهم في العيش هناك دون تصريح إقامة، ذلك أن لدى الحكومة تصورات مختلفة حول كيفية تصرف الدول الأعضاء في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق؛ ما الحدّ الذي سيصل إليه "كرم" تلك الدول، وما هي القوانين والتشريعات التي سيتم سنّها تجاه البريطانيين في تلك الدول.

ونظرًا لعدم وضوح الرؤية لدى الحكومة، فإن الأخيرة ترجّح ارتفاعا في معدّلات الاستفسارات القنصلية، الأمر الذي يدفعها إلى تأمين مزيدٍ من التسهيلات أمام المواطنين لتلبية احتياجاتهم من القنصلية.

وبالإضافة إلى ذلك، قد يفقد المواطنون البريطانيون الذين يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي حقهم في الرعاية الصحية، وتقول الوثيقة: "لم تتخذ الدول الأعضاء أي إجراء إضافي لضمان الرعاية الصحية لمواطني المملكة المتحدة"، ومن المرجح أن يعتمد حصول مواطني بريطانيا في الدول الأوروبية على السياسة التي تعتمدها كل دولة على حدا.

الاحتجاجات.. وسفن الصيد
تُبرز الوثيقة أيضاً احتمال حدوث زيادة في الاضطرابات العامة جرّاء حدوث احتجاجات واحتجاجات مضادة في جميع أنحاء البلاد، كما تحذّر من احتمال نشوب اشتباكات في حال دخول سفن صيد أجنبية المياه البريطانية.

بوريس جونسون
ومما لا شك أن التحذيرات التي تتضمنها الوثيقة، تشكّل ضغوطاً إضافية على جونسون الذي كان تعهد بإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي بحلول الحادي والثلاثين من الشهر القادم، وذلك باتفاق أو من دون اتفاق، غير أن جونسون تعرّض الأيام الماضية لسلسلة نكسات داخل مجلس العموم وفي أوساط حزبه وحكومته، ما يضع العصيّ في دواليب خطته، ويلوّح بقرب مغادرته لـ"دواننغ ستريت10".

"بريكست": المملكةُ المتحدة قد تواجه نقصاً في الوقود والغذاء والدواء

وقرر البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء جرى عام 2016، لكنه تم إرجاء موعد الانسحاب مرتين بعدما عارض البرلمان الاتفاق حول شروط الانفصال الذي تم التوصل إليه بين بروكسل والحكومة البريطانية السابقة برئاسة تيريزا ماي.

euro-news
google-playkhamsatmostaqltradent