recent
أخر الأخبار

هولندا تعلن مسؤوليتها عن مقتل عشرات المدنيين السنّة في غارة جوية بالعراق

أفاد تحقيق أجرته كل من NOS وجريدة NRC أن قصفاً هولندياً في العراق قبل أربع سنوات كان خطاً فظيعاً. حيث قتل عشرات المدنيين في غارة جوية على مصنع للذخيرة في الحويجة.

 كيف حصل ذلك بالضبط؟ ما يزال ذلك غير واضح. لكن سكان المدينة ليسوا مهتمين بالإجابة عن من هو المذنب، وإنما هم مهتمون بشكل خاص بالتعويض الذي يريدون الحصول عليه جراء ذلك القصف.

هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن الأهداف التي استهدفتها الطائرات الهولندية في سوريا والعراق وعن عدد الضحايا المدنيين. فالحكومة الهولندية، رفضت لسنوات الإدلاء بأي تصريح حول الأهداف المستهدفة والخسائر المدنية بغاية الحفاظ على الأمن الهولندي.

الفوضى الهائلة التي خلّفها القصف في 3 يونيو\ حزيران 2015 لم تمر دون أن تلاحظها وسائل الإعلام الدولية، فالصور تظهر كيف امتلأت المستشفيات في الحويجة بالمصابين. قال سكان المنطقة من هول القصف أن "قنبلة ذرية قد سقطت"، حيث وصل صوت القصف إلى أسماع سكان مدينة كركوك، التي تبعد خمسين كيلومتراً. وكالة رويترز للأنباء كتبت "تم تدمير منطقة سكنية بالكامل".

بعد أربع سنوات، ما يزال الحي على الجانب الشرقي من المدينة على حاله، المباني المنهارة بإمكانك مشاهدتها في كل مكان. كما تنتشر العشرات من حطام السيارات على طول الطريق، ولكن ما تم إعادة بناءه فقط هو معمل للطحين.
لا يزال سكان الحي يتذكرون أحداث يوم 3 يونيو\ حزيران 2015. أظهر بعض السكان ندبات الإصابات على أجسامهم جراء ذلك الهجوم، وتحدث آخرون عن الفوضى في تلك الليلة.

كيف حدث ذلك؟
في وسط الحي كان هناك مستودع كبير تابع لبلدية المدينة، استخدمه تنظيم داعش في تخزين الذخيرة، وتمت فيه ،وفقاً للأمريكيين، تصنيع سيارات مفخخة. وكان هذا المستودع هدف طيران التحالف، والذي عندما أصابته قنبلة دقيقة، تسببت كمية هائلة من الذخيرة المخزنة في سقيفة المستودع في انفجار ثانٍ، ما تسبب في إلحاق الضرر بالمباني المحيطة على نطاق أوسع.

وصف الجنرال الأمريكي جون هيسترمان المنطقة في مؤتمر صحفي بعد الغارة الجوية بأنها "منطقة صناعية". ولكن نظرة على صور المنطقة قبل الغارة تظهر أن ما قاله غير دقيق تماماً. كانت هناك مبانٍ كبيرة: محطة كهرباء ومحطة إطفاء ومصنع للآيس كريم. ولكن كانت هناك أيضاً مبانٍ منخفضة الارتفاع، كمحال تجارية، ومشغل للخياطة ومقهى.

لاجئين سنّة:
يقول مالك مرآب صغير في الحي: "كان هناك لاجئون يعيشون في تلك المنطقة"، وكانت تعيش بجواره عائلة لاجئة مع ستة أطفال. جراء الانفجار سقطت جدران المنزل، "لقد قتلوا جميعاً باستثناء الأم التي رأيتها في وقت لاحق في كركوك، وكانت معاقة جسدياً بشكل تام تقريباً."عندما استولت داعش على الحويجة قبل عام، هرب العديد من السكان.

 ولكن في المقابل، قدم الكثير من اللاجئين السنّة من القرى المحيطة إلى المدينة لأن الميلشيات الشيعية لم تكن تعرف سوى القليل من الرحمة في قتالها ضد داعش. انتقل اللاجئون الجدد حينها للسكن في المباني والمحلات التجارية حول مستودعات فرغت من بضائعها بعد احتلال داعش للمنطقة، والتي استخدمتها كمستودعات لتخزين الذخيرة.

وفقاً لأسامة سليمان، مدير المستشفى، فقد قتل الكثير من اللاجئين تحت أنقاض المباني المنهارة. "لا نعرف من أين أتوا. ولم نستطع تسجيلهم على أنهم ضحايا." استقبل المشفى في تلك الليلة أكثر من مائتي قتيل وجريح، "كان يوماً دامياً للغاية. فقد أصيب البعض بجروح خطيرة، وتوفي آخرون أيضا". ويعتقد سليمان أن عدد الضحايا "يتجاوز حاجز المئتين".

مُخبِر للجيش:
قال رجل عراقي ،يعمل في البلدية، أن الجيش العراقي كلّفه بنقل معلومات حول تنظيم الدولة إلى المقر الرئيسي في بغداد. في الثاني من يونيو\ حزيران، اتصل ببغداد لإبلاغ المقر بأن أربع شاحنات تحمل مادة تي إن تي، شديدة الانفجار، كانت تدخل إلى المستودع. وقال أيضاً أن هناك لاجئين كانوا يقيمون حول المستودع. قال المخبر أن بغداد أعلمته أن الهجوم كان سيبدأ في نفس اليوم، ولكن في وقت لاحق تقرر تأجيله إلى مابعد منتصف الليل للحد من الأضرار الجانبية.

ولكن هل وصلت المعلومات المتعلقة باللاجئين إلى سلاح الجو الهولندي في ذلك اليوم! يبقى ذلك غير واضح. وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، لا تريد الإعلان عن نتائج تحقيقاتها بعد الهجوم، كما لا تريد وزارة الدفاع الهولندية الاعتراف بالتورط فيه.  

تعويض عن الخسائر
كثير من الناس الذين يعيشون الآن في الحي لم يفقدوا أحداً من أقربائهم، هم السكان الأصليون الذين عادوا عندما تم طرد تنظيم الدولة من المدينة في عام 2017، ولكنهم يَشكون بشكل أساسي من عدم الحصول على تعويض جراء تدمير منازلهم أو متاجرهم.

يقول محمد من سكان المنطقة: "بالكاد يستطيع أي شخص إعادة بناء ما تهدم لديه، لأن التعويض لم يُدفع بعد. الجواب الوحيد الذي نحصل عليه هو أننا يجب أن ننتظر، وها نحن نفعل ذلك منذ عامين."
هولندا تعلن مسؤوليتها عن مقتل عشرات المدنيين السنّة في غارة جوية بالعراق

#هاشتاغ_هولندا ترجمة ntr
الخبر من المصدر NRC

google-playkhamsatmostaqltradent