recent
أخر الأخبار

أكبر صحف هولندا تنشر تفاصيل احتيال مدارس اللغة بالتعاون مع الاشخاص المطالبين بالاندماج في هولندا

هاشتاغ هولندا.. يعد الاحتيال أمراً سهلاً للغاية في مدارس اللغات بالنسبة للأشخاص الذين  لديهم برنامج التكامل. حيث ترتكب مدارس اللغات للمهاجرين الاحتيال على نطاق واسع بالاتفاق مع طلابهم. وفي تحقيق لصحيفة دي فولكس كرانت عثرت الصحيفة على عقود وهمية ودورات دراسية وهمية لم يتم عقدها على الإطلاق، وهي موجودة إلى حد كبير على الورق فقط. 

وكشفت صحيفة فولكس كرانت عن محادثات عبر تطبيق الوتسآب بين اصحاب المدارس وطلابهم. وفي هذا المقال ننقل لكم عن جريدة فولكس كرانت وفقاً لما ترجمته مدونة هاشتاغ هولندا

محادثة في الحافلة
السلام عليكم هل انت سورية كذلك؟ رنا (ليس اسمها الحقيقي لأسباب أمنية) (28 سنة) جالسة في الحافلة إلى أمستردام عندما يُخاطبها رجل مجهول. لقد سمع للتو اتصالها بالعربية وهو مستعد للدردشة اللطيفة معها. يقول الرجل، وهو أب مطلق، إنه يدير مطعماً وهو يريد أيضاً معرفة كل شيء عن رنا. قبل النزول عند محطتها، يتبادلون أرقام الهواتف. لتستمر محادثتهم على تطبيق المراسلة وتسآب.

يسأل الرجل عن مدرسة اللغات التي تلتحق بها "رنا" . في ذلك الوقت، في صيف عام 2019، استقرت رنا في هولندا منذ حوالي ستة أشهر. استعداداً لامتحان الاندماج ، وكانت رنا تتابع دروساً في اللغة الهولندية في مدرسة في أمستردام. بالطبع هذا رائع، لكنها تشعر بخيبة أمل لأنها - على عكس العديد من السوريين في منطقتها - لم تحصل على جهاز كمبيوتر محمول كهدية عند التسجيل.

يمكن أن يكون ذلك أفضل، يقول الرجل الذي يتواصل مع رنا من الحافلة. في المدرسة التي يتابع فيها دروسه، "التعلم معا Samen Leren"، يعد الكمبيوتر المحمول المجاني جزءاً من الحزمة الافتراضية. في الواقع، يحصل الطلاب على 250 يورو كهدية لكل دورة يقومون بالتسجيل فيها. "حتى أن متابعة الدروس ليس الزامياً"، يدون ملاحظة عرضية. رنا المتحمسة. كوافدة جديدة إلى هولندا، ليس لديها نقود، حيث يمكنها هذا من استخدام المال "قرض الديو" بشكل جيد.

بعد ذلك بوقت قصير، يجلس الرجل على الأريكة في منزلها ليقوم بتسجيلها في مدرسة اللغة . الأمر بسيط للغاية، فهو يحتاج فقط إلى بعض الصور لبطاقتها الصحية وتصريح إقامتها. ليقوم بعدها مدير المدرسة بمعالجة الطلب.

انتاب رنا شعور غريب حول الزيارة. لماذا يجب على الرجل التقاط صور لمعلوماتها الشخصية؟ لتقوم بإرسال له رسالة نصية: إذا كان بإمكانه حذف الصور وإلغاء تسجيلها في المدرسة. وبعد بعض الاعتراض من قبله، وافق على ذلك. لتقوم رنا بحذف رقمه. لقد تخلصت من هذا الأمر، وهي تعتقد أنها مرتاحة الأن.

بعد أكثر من شهر تلقت بريد من الهيئة التنفيذية للتعليم (ديو). حيث تخصص الهيئة الحكومية مبلغ 10 آلاف يورو لكل شخص سيتابع دروس في اللغة.وتعمل مدارس اللغات على تقديم فواتيرها إلى "الديو" ويجب على الطالب الموافقة على هذه الفواتير.

رنا لديها متطوع لمساعدتها لغوياَ، من بين أمور أخرى، مساعدتها في ادارة شؤونها. لقد وافق على الفواتير المرسلة رقمياً دون الاطلاع عليها. ولكن بعد أن ألقت رنا نظرة فاحصة على رسائل "الديو"، يبدو أن الفواتير لم تكن فقط من مدرسة اللغات الخاصة بها. لقد تم شطب 2،348 يورو من قرضها من قبل "التعلم معا Samen Leren"، مدرسة اللغات التي حاول الرجل الذي ألتقته في الحافلة أن يقنعها باتسيل فيها. رغم أنها لم تأخذ درساً قط هناك.

في السنوات الأخيرة، إذا ظهر شيء عبر وسائل الإعلام حول مدارس اللغات الاحتيالية، فقد كان ذلك في الأساس حول توزيع أجهزة الكمبيوتر المحمولة بأموال الاندماج أو المطالبة بساعات تدريس كثيرة. تظهر الأبحاث التي أجرتها دي فولكس كرانت الآن أن الاحتيال اصبح على نطاق أوسع بكثير. حيث يتيح النظام امكانية الإعلان عن دورات لغة والتي لا يتم عقدها من قبل مدارس اللغات وهي موجودة فقط على الورق إلى حد كبير.

منذ عام 2013، كان طالبو اللجوء الذين حصلوا على تصريح إقامة مسؤولين عن عملية الاندماج الخاصة بهم. هذا يعني أنه يمكنهم اختيار مدرسة اللغة بأنفسهم. إن فكرة نموذج السوق الحر هذه هي لتحسين جودة المدارس نتيجة للمنافسة المتبادلة: لتصبح أفضل مدرسة هي من تجذب معظم العملاء. اعتباراً من عام 2016، بدأ هذا السوق بالفعل مع وصول عشرات الآلاف من اللاجئين من سوريا، وجميعهم يمكن أن يتعلموا اللغة على حساب الدولة. حيث نشأت مدارس اللغات بشل كبير، وذلك لوجود أموال يمكن جنيها.

يُسمح للأشخاص الذين يتبعون دورات الاندماج بإنفاق 10 آلاف يورو من المال العام على دروس اللغة لكل شخص. لمنع إساءة استخدام الأموال، لا يتم إيداع هذه الأموال في حسابهم الخاص، ولكن يتم وضعها في الوكالة التنفيذية للتعليم "ديو". إذا وافق الشخص الذي يتبع دورة الاندماج على فاتورة مقدمة، يقوم "ديو" بتحويل الأموال إلى مدرسة اللغات.

يجب أن تكون الموافقة المطلوبة من الشخص الذي يخضع لدورة الاندماج عقبة في وجه إساءة استخدام المال. ولكن هذا لا يمكن إذا عقد الطالب اتفاق مع المدرسة. وبهذا الشكل يحدث ما اسمته الصحيفة بالاحتيال المربح مع فرصة ضئيلة لكشف ذلك.

يتم العمل على النحو التالي: يوافق الشخص الخاضع لدورة الاندماج على أن المدرسة "تستنزف" قرض "الديو" المخصص له أو لها، دون الحاجة إلى أي درس في اللغة. في مقابل التوقيع على فواتير الدورات التي لم يتم اتباعها، وبهذا الشكل سوف يحصل "طالب" مدرسة اللغة على جزء من العائدات (من القرض). لذا فإن الوضع مربح للجانبين.

على الرغم من أن الشخص لا يتعلم الهولندية بهذه الطريقة وقد لا يجتاز اختبار الاندماج، فإن المخاطر محدودة. في أسوأ الأحوال، يمكن للبلدية أن تقرر تقصير الإعانة أو استرداد جزء من الرسوم الدراسية، وهو أمر نادراً ما يحصل في الواقع. سوف يتم إعفاء الطلاب الذين يفشلون في الامتحانات أربع مرات ويمكنهم إثبات أنهم تابعوا ما لا يقل عن 600 ساعة من التعليم من التزام بدورات الاندماج. والمدرسة المحتالة على استعداد لإعطاء بيان كاذب لتلك الدروس.

يقول سمير (اسمه) في غرفة جانبية بمقهى روتردام: "لا أريد هذا بعد الآن". المحادثة حصلت قبل ازمة كورونا. في البار كذلك في مساء ذلك اليوم الذي يصادف مساء يوم الجمعة،مساء يوم الجمعة، هناك الكثير من المشروبات في البار، ولكن هنا على الطاولة هو شخص متواضع حيث يحتسي الشاي بهدوء. ويوجد مترجم يترجم كلماته من اللغة العربية. أتى سمير إلى هولندا كلاجئ في عام 2015 ولم يتقن اللغة الهولندية بعد.

ومع ذلك، حتى وقت قريب كان يعمل في مدرسة للغات في روتردام. واحد المتآمرين مع الطلاب. قدم سمير فواتير مزيفة إلى "الديو" نيابة عن المدير. مقابل كل "طالب" جديد قام بإحضاره، يحصل على حصة من العائدات بمبلغ 50 يورو على وجه الدقة بالإضافة إلى راتبه الثابت. تدريجياً بدأ ينزلق نحو هذا العمل أكثر فأكثر. الآن يعاني سمير من الندم في ضميره. يقول سمير بجفاف "لا يمكن التسامح مع هذه الممارسات".

أقنعه صديقه "أمين"، الهولندي من أصل عربي، بوقف هذه الفضيحة. ويعمل أمين طوعاً مع الوافدين الجدد مثل سمير في التكامل المدني، وفي تلك الدوائر استمع إلى قصص تفاخر حول الاحتيال بأموال الاندماج. يقول أمين، مثل هذه القصص مرفوضة اخلاقياً ضمن المجتمع الهولندي، هذا امر اقل اخلاقياً بطبيعة الحال بالنسبة للطلاب القادمين من البلدان الذي أخذ الفساد فيها طابعاً مؤسساتياً. أولئك الذين يكبرون مع حكومة تخدع مواطنيها مرارا وتكرارا سيجدون صعوبة أقل في الاحتيال مالياً على الدولة نفسها ..

كان أمين غاضباً للغاية لدرجة أنه أبلغ صحيفة فولكس كرانت عن الاحتيال عبر موقع "Publeaks". ويقول: "من المؤلم أن الشباب السوريين يسيئون استخدام نظام التعليم بهذه الطريقة". "من ناحية، أجد صعوبة في تسليط الضوء على هذا، لأنه يتعلق بأشخاص من مجتمعي.

"وفي الوقت نفسه، أعتقد أنه من المهم إظهار أن المعارضة لهذا الأمور تأتي من المجتمع ذاته. يجب على اولادي أيضاً اقتراض أموال من "الديو" للدراسة في الجامعة. ثم ليس من المناسب أن يكسب هؤلاء الرجال الكثير من المال من خلال التحايل على الحكومة ". ويشدد على أنها مجموعة صغيرة في مجتمع مكون من حوالي 84000 سوري حاصل على الاقامة في هولندا، معظمهم اتموا التكامل.

أقنع أمين صديقه سمير برواية قصته للصحيفة. تحت اسم مجهول. ليس فقط لأنه متورط في الاحتيال لبعض الوقت، ولكن أيضاً لأن سمير يخشى الأشخاص الذين يستهدفهم بقصته. " أخشى أن يؤذوني جسدياً أو بطريقة أخرى. إنهم لا يخجلون من أي شيء ".

يمكن لأي شخص إنشاء مدرسة للغات وفقاً للنظام الحالي. وكذلك السوريين الذين بالكاد يتحدثون الهولندية. 

ليس بالضرورة، ان تتم ادارة المعهد من قبل أجنبي لا يتقن اللغة. يمكن أن يكون هذا المدير رجل أعمال. كما أن أولئك الذين لديهم العديد من العلاقات يملكون ميزة كبيرة في سوق التكامل داخل مجتمع اللاجئين حيث تمكنهم من توظيف الطلاب الناطقين باللغة العربية. وفي حال تم إعطاء الدروس من قبل معلمي مؤهلين، فلا توجد اي مشكلة.

المدرسة التي عمل فيها سمير في عام 2019 كان يديرها "مدير" سوري. يقول سمير "تعرفت عليه من خلال أصدقائه." لجلب أكبر عدد ممكن من الطلاب، يمكنه استخدام مغريات من رئيسه، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة وقسائم من ميديا ماركت. إنها هدايا، ومع بعض النوايا الحسنة، يمكن أن يقال أنها ضرورية لأخذ دروس.

لكن يعلم الاشخاص انهم يسجلون في مدرسة اللغات هذه في حال كانوا بحاجة إلى المال، كما يقول سمير. "ثم جاء إلي شخص وقال لي:" اسمع، لا أريد دروساً، أريد المال فقط. حصل على 450 يورو مقابل تسجيله. واقترح أن يسجل أفراد الأسرة الآخرون ".

في شهرين ، أرسل سمير أكثر من مائتي فاتورة إلى "ديو"، معظمهم لم يتلقوا أي دروس، على حد علمه. "تم استخدام فيسبوك بغرض الترويج والجذب للدروس في آيندهوفن، دن بوش، خرونينغين، نيميخن، وفي معظم انحاء . ولكن فقط مرة واحدة في روتردام رأيت مدرساً مع أربعة أو خمسة طلاب."

من الممكن الإعلن عن 2000 يورو كحد أقصى لكل طالب كل ثلاثة اشهر في السنة. في هذا المثال، سيذهب 450 يورو من هذا المبلغ للطالب، و 50 يورو لسمير للتوظيف، و 1500 يورو لمدير مدرسة اللغات.

وبحسب سمير، فإن هذا النوع من الاحتيال أمر شائع في مدارس الاندماج. حيث رأى ممارسات مماثلة في مدرستين للغات أخرى كان يعمل لديهما. سمع من الأصدقاء كيف يتلقى الأشخاص الذين يتابعون دورات الاندماج في مدارس لغات أخرى مبالغ تتراوح بين 350 و 600 يورو في الفصل، مقابل تسجيلهم بدون اتباعهم الدروس، أو مع دروس عبر الإنترنت فقط. ويختتم سمير حديثه بالقول "هذه الممارسات مستمرة في جميع المدارس التي أعرفها". "حيث تتم رشوة الطلاب في كل مكان."

منذ عام 2018، تم إجراء تحقيقات جنائية في قضايا الاحتيال في مدارس اللغات في أمستردام وأوترخت وأرنهيم. و لم يتم تقديم هذه القضايا الثلاث للمحاكمة بعد. الدليل هنا شئ معقد. وفقاً للمدعية العامة "مارجولين فيرويل" من مكتب المدعي العام، فإنه من الصعوبة كشف الاحتيال في حال كان هناك تآمر بين رجل الأعمال والعملاء.

ولإظهار مدى الاحتيال بلا خجل، سلم سمير لصحيفة فولكس كرانت قائمة بأسماء وأرقام هواتف خمس مدارس، أسسها في الغالب شباب سوريون والتي  ييعتبرها سمير أنها مخادعة. و للحصول على نظرة ثاقبة عن طريقة عملها، قمنا بوضعها على المحك. ونظرا لعدم وجود مدرسة لغة ستعترف صراحةً بالاحتيال في محادثة مع صحفي، فقد تقرر توظيف صاحب اقامة سوري والذي سيقوم بدور شخص يخضع لدورات اندماج ويبحث عن مدرسة لغة مناسبة. تحت الاسم المستعار: لينا.

محادثة لينا مع احمد ابو راشد 
  • لينا عبر تطبيق واتسآب: "مرحباً ، هل يمكنني التسجيل لديكم؟"
  • أحمد أبو راشد: أهلاً وسهلاً
  • لينا: "هل تقدمون بطاقات هدايا أيضاً؟"
  • لينا: "أحصل على بطاقة ميديا ماركت لكل عقد، أليس كذلك؟"
  • أحمد أبو راشد: "نعم ، نصدر بطاقات ميدي ماركت بقيمة 350 يورو لكل عقد موقع"
  • لينا: "هل يمكنني التسجيل بدون تلقي دروس؟"
  • أحمد أبو راشد: نعم تستطيعي
  • لينا: شئ رائع

ما يلفت النظر في العديد من محادثات وتسآب التي أجرتها الطالبة المفترضة "لينا" مع المالكين السوريين والوسطاء في مدارس اللغات - بما في ذلك أحمد أبو راشد من مدرسة تعليم "تال تالنت taal talent"، التي تم إغلاقها منذ ذلك الحين - هو أنه لا أحد يُفاجأ باقتراحها للتسجيل دون رغبة متابعة الدروس. كما يقدم عدد من المدارس قسيمة كهدية بقيمة 350 يورو لكل عقد وهمي مدته ثلاثة أشهر. يقدم البعض الآخر جهاز كمبيوتر محمول. أو قسيمة هدية من موقع Bol.com.

وأوضحت جريدة فولكس كرانت التي نشرت في وقت لاحق أنها أعطت مجموعة محدودة من الاقتباسات من محادثة "وتسآب" التي اجراها أحمد أبو راشد من مدرسة تال تالنت حول قبول الاقتراح المقدم من الطالبة المفترضة لينا إلى تسجيلها في دورة لغة دون أخذ دروس.

حيث اوضحت الصحيفة أن أبو راشد أبلغ الطالبة أنه يتوجب عليها حضور الفصول وأشار خلال المحادثة إلى العواقب في حالة عدم حضور الفصول. تم تعديل المقال على موقع "فولكس كرانت" وتم إزالة الادعاءات غير الصحيحة كما أكدت ذلك الصحيفة اضغط هنا للمزيد .

محمد ساريول، الذي يعمل لدى مدرسة TCI Compiti ، لديه تصور مختلف من أجل لينا. يرى فيها مدير جيد. كما تمتلك مدرسة اللغات هذه أكثر من ثلاثين فرعاً في جميع أنحاء البلاد، مما يجعلها واحدة من أكبر الفروع من نوعها. لا يوجد حتى الآن شاغر في مدينة زوتمير، المكان الذي تدعي فيه لينا العيش. يقول "ساريول" عبر الهاتف: "يمكنني فتح كورس إذا جمعتي مجموعة من الطلاب الجدد". "ثمانية على الأقل. كمدير، سوف ستحصل على عمولة لكل طالب.

لإقناع لينا، يلُاحظ أنه يوظف فتيات في مواقع متعددة. وزود أحدهن بمائتي طالب. حيث لديها الآن وظيفة بدوام كامل والكثير من المال ".

يقول أحمد الشعار، وهو سوري ذو أكتاف عريضة يحب أن يتباهى بسيارة الهامر التي يقودها: مدرسة "شام تال مغلقة". "ولكن لا يزال بإمكاني مساعدتك!" ليقوم بعرض على لينا: أُصدر كذلك بطاقات ميديا ماركت بقيمة 350 يورو لكل دورة. وأكد أنه ليس هناك مشكلة في أن شام تال لم تعد موجوة: قريباً ستُفتح مدرسته الجديدة، تال كومبليت. 

االمدرسة مسجلة باسم صديق ، حيث بدأ يثق بلينا. وبما أن عدداً من السوريين "ارتبط" بهم، وفقاً له إنهم يشعرون بالغيرة من ثروته المتراكمة بسرعة، لذلك فإنه لم يعد بإمكانه بدء مدرسة باسمه. حيث لا يزال نشطاً من وراء الكواليس.

المحادثة بين الشعار و لينا
  • لينا: "أريد التسجيل، لكن لا اريد ان احضر الدروس"
  • الشعار: حسناً، يمكنني مساعدتك. لكن ليس عبر الهاتف "
  • لينا: "جهاز الكمبيوتر المحمول لا يعمل، لذا أريد التسجيل في إحدى المدارس للحصول على بطاقات هدايا أو كمبيوتر محمول باستخدام أموال الديو"
  • الشعار: "نعم ، سيكون لديك يا ملاكي. سافعل كل شيء لاجلك'
  • يفضل الشعار لقاء لينا في أقرب وقت ممكن لتوقيع العقد. عندما تتفاعل على مضض، يحاول إقناعها بصور سيارته والمطعم الفاخر الذي يديره. وتفاخر بأنه رجل أعمال عصامي. "لقد بدأت ذات مرة بمبلغ 2000 يورو ، ولكن بعد ذلك فتحت مدرسة وجلبت 1400 طالب في غضون ستة أشهر. لدي الآن ست شركات، لكل منها بطاقتها المصرفية ".
يدعي الشعار أنه شخص مطلق. حيث يريد أن يعرف هل "لينا" متزوجة،  الجواب "لا" . ليسأل "هل ما زلتي عذراء؟"

إنها تشبه إلى حد كبير لعبة القط والفأر، كما تقول ليدي سخيلد. وهي مديرة Blik op Werk، وهي الهيئة التي تصنف علامات الجودة على المدارس التي تلبي متطلبات الجودة. فقط إذا كانت المدرسة تحمل علامة الجودة هذه، يمكن للطالب أن يدفع مقابل الدروس من قرض "ديو".

تم إنشاء علامة الجودة لضمان جودة التعليم. في السنوات الأخيرة، أصبحت المتطلبات أكثر صرامة: كان هناك المزيد من الإشراف في الفصل الدراسي، وتم تدقيق المحاسبة في كثير من الأحيان وكان هناك حظر على مجرد توفير الدروس عبر الإنترنت (على الرغم من أن هذا مسموح به حالياً مرة أخرى بسبب ازمة كورونا).

لكن النقاد يقولون إن مؤسسة Blik op Werk هي نمر بلا أسنان. يتم إجراء الكثير من التدقيق بناءً على ما تضعه المدرسة على الورق. ولا تستطيع مؤسسة Blik op Werk - وهي مؤسسة خاصة، وليست مؤسسة حكومية - إجبار مدرسة لغات على المشاركة في زيارة تفقدية أو تقديم معلومات حول تدفقات الأموال. تقول سخيلدر: "لسنا هيئة تحقيق. ومع ذلك، يمكننا سحب علامة الجودة إذا لم تتعاون المدارس مع إشرافنا. ونعمل على نقل إشارات الاحتيال إلى مفتشية الشؤون الاجتماعية."

إذا تم اكتشاف الاحتيال وتم سحب علامة الجودة، فغالباً ما يبدأ أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء في إنشاء مدرسة جديدة بنفس الطريقة. قال بينتر: "لا يمكننا أن نحكم على الابن بسبب الأخطاء التي ارتكبها والده". "بموجب القانون، يمكنه فقط فتح مدرسة جديدة. حيث سنكون حذرين للغاية ".

من الجدير بالذكر أن المدرسة التي أدانها القاضي في عام 2018 بتسليم أموال نقدية من قرض "ديو" للطلاب، عادت ببساطة إلى نظام Blik op Werk. يوضح شيلدر: "لأن إشرافنا السابق يُظهر أن الدروس جيدة جداً من حيث المحتوى". "في هذه الحالة، اعتبرنا أنه من الممكن أن يعودوا بعد تسعة أشهر. لقد أبرمنا اتفاقيات واضحة ونجري عمليات فحص إضافية.

وقد تم سحب ترخيص مدرسة لغات أخرى، والتي سلمت أيضاً مبالغ نقدية للطلاب، مؤخرًا.مالك Herman Groenewegen للغات الأعمال ، ومقره في روتردام. يلقي اللوم على قواعد Blik op Werk غير الواضحة. "لم يتم تسجيلها بشكل صحيح في أي مكان. بصفتك مالكًا لمدرسة لغات، سوف تكون قريباً من انتهاك القواعد دون ادراك ". ويقول إن الأموال التي تم تسليمها لا علاقة لها بالاحتيال. "كان المقصود أن يكون بدل سفر للطلاب."

على الرغم من أن حسابه يثير علامات استفهام، فمن الواضح أن قواعد Blik op Werk ليست واضحة دائماً. على سبيل المثال، تم تضمين اللوائح هذا العام فقط بحيث لا يُسمح بالهدايا الترحيبية للطلاب، في حين رفض الوزير "لوديفيك أسشر" ذلك بالفعل في عام 2016.

يقول مالك مدرسة اللغة "Groenewegen": "لقد تم التسامح معها طوال هذه السنوات". "الآن يطلق عليها فجأة مسمى الاحتيال." فادي قليلي، المدير السابق لـتال تالنت: "تقدم المدارس كل شيء: نقداً، رخصة قيادة، بطاقات هدايا. إذا بدأت المدرسة ولم تعطي أي شيء، فلن يأتي أحد. لطالما كنت منفتحاً على هذا الأمر بخصوص Blik op Werk.

منذ شهر يناير، كان من متطلبات علامة الجودة أن إدارة مدرسة اللغات توقع بياناً سنوياً "تستبعد" فيه أن يتم تسليم "مغريات مثل الهدايا". لكن في الواقع يقول المدير أن هذا على الورق ولا يعني هذا أنه لا يحصل في الواقع.

لينا والشهابي
  • مازن الشهابي: هل يمكنك القدوم إلى روتردام وتوقيع ثلاثة عقود في نفس الوقت؟ اختي ستنتظرك قلت لها عنك. سوف تساعدك ".
  • لينا: "وهل سأستلم تذاكر ميديا_ماركت كذلك؟"
  • مازن الشهابي: نعم، مقابل كل عقد تحصلي على بطاقة سوق وسائط بقيمة 350 يورو. هل انتي سعيدة الأن؟ إذا أردتي، يمكنني أن أفعل الشيء نفسه لأصدقائك ".

للحد من احتمالات إساءة استخدام القرض، قررت الحكومة أنه يجوز للطالب إنفاق 2000 يورو كحد أقصى في الفصل الواحد من أجل دورة الاندماج. ولكن هذا المبلغ هو لكل مدرسة لغة. إذا تابع شخص دورات في العديد من مدارس اللغات في نفس الوقت، فيمكنه أيضاً التصريح وفقاً لذلك. من الناحية النظرية، سيكون الطالب قادراً على إنفاق الميزانية الكاملة البالغة 10 آلاف يورو في ثلاثة اشهر إذا التحق في خمس مدارس معاً.

حتى إذا قام شخص ما بالتسجيل في وقت واحد في مدارس روتردام وخرونينجن، فلن يرن المنبه في أي مكان. يؤكد المتحدث باسم "ديو" "ليست هناك حاجة فورية للتزوير". "ربما يكون شخص ما قد انتقل في هذه الأثناء ليكون طالباً دؤوباً ، حيث يتابع دورات في عدة مدارس لإكمال عملية الاندماج بسرعة."

هذه ميزة للمحتالين: يمكنهم إغلاق المدارس الخاصة مع مدارس اللغات التي يديرها الأصدقاء أو أفراد الأسرة. من خلال تسجيل طالب في عدة مدارس في نفس الوقت، يمكن استنزاف القرض بوتيرة متسارعة.

وهذا يوفر كذلك ميزة للاندماج الاحتيالي، وفقاً للمحادثة التي أجرتها لينا مع الوسيط مازن شهابي. رحلة واحدة إلى روتردام، بتوقيع ثلاث عقود، ويمكنها - حتى دون أخذ درس واحد - الذهاب للتسوق بسعر 1،050 يورو في ميديا ماركت.

بمجرد أن ادركت "رنا" أن الرجل في الحافلة قد سرقها، اتصلت بمستشارها للاجئين. إنها مستاءة وتبكي باستمرار ولا تحصل على لقمة في حلقها لمدة ثلاثة أيام. تقول: "هربت هنا لأعيش بأمان". لم افكر ابداً ان شيئاً كهذا يمكن ان يحدث في هولندا.

توضح قصتها أن هذا النوع من الاحتيال لا يمكن أن يكبر إلا إذا تآمر الشخص الذي يخضع للاندماج ومدرسة اللغات.

كانت "رنا" تتصل ولكن ينقطع الاتصال مباشرة لحظة الرنين. ليحاول مشرف "رنا" الحصول على محادثة مع مدرسة "Samen Leren"، ولكن يتم رفضه. وبعد يومين، تلقت مكالمة من المدير. "متوسلاً إليها، من فضلك لا تقدمي بلاغ، أنتي تدمري شركتنا. في نفس اليوم تلقت  "رنا" صورة لكشف حساب مصرفي يوضح أن المبلغ المدين قد تم إرجاعه إلى حساب "ديو".

وقد حذر مستشار اللاجئين مؤسسة "Blik op Werk". بكلماته الخاصة، حيث قام بالفعل باالبحث في مدرسة اللغات، لأنه تم تقديم عدد مذهل من الفواتير في وقت قصير. بعد تقرير رنا، تم سحب علامة الجودة من Samen Learning BV. المدرسة الموجودة منذ شهرين وعشرة أيام.

أكملت رنا مؤخراً دورة اللغة A2 في مدرسة لغات في أمستردام. بدون جهاز كمبيوتر محمول كهدية ترحيب ، ولكن مع شعور جيد. ومع ذلك، أضر هذا الحدث بثقتها. إذا حدث هذا مرة واحدة، تتساءل، لماذا لا يمكن أن يحدث مرة أخرى؟.

إشعارات
بين مايو 2017 ومارس 2019 ، تلقت إدارة الشؤون الاجتماعية ومفتشية التوظيف 390 تقريراً عن احتيال محتمل وإساءة استخدام أموال الاندماج المدني. كانت معظم التقارير (108 من اصل 390 تقرير) حول تقديم الهدايا ثم تلتها تقارير إعلان الدروس التي لم تحدث قط (96 تقرير) وضعف جودة التعليم (77 تقرير). في الوقت الحاضر، تحمل 197 مدرسة علامة الجودة من Blik op Werk، وهي المؤسسة التي تشرف عليها. منذ العام الماضي، فقدت 28 مدرسة علامة الجودة. قد يكون هذا نتيجة الاحتيال، ولكنه قد يعتمد أيضاً على التعليم غير الملائم أو إنهاء مدرسة اللغة.
google-playkhamsatmostaqltradent