recent
أخر الأخبار

أحمد أبو طالب يفوز بمنصب عمدة بلدية روتردام لولاية ثالثة

هاشتاغ هولندا.. تمكن عمدة روتردام الحالي "أحمد أبو طالب"من الفوز بمنصب عمدة مدينة روتردام  للمرة الثالثة على التوالي  وتعتبر روتردام  من أكبر المدن الهولندية وأهمها، رغم محاولات مستمرة لإسقاطه من قبل الأحزاب اليمينية الشعبوية المتطرفة وعلى رآسها حزب قائمة " بيم فورتوين" "LPF".

ووفقاً للإعلام المحلي الهولندي رغم أن نسبة الأصوات التي فاز بها لم يتم الكشف عنها علناً فقد صوتت غالبية أعضاء مجلس روتردام لإبقائه رئيسا للبلدية لمدة ست سنوات أخرى "حتى عام 2027" ليلة الخميس.  بدأ ابو طالب كرئيس بلدية في عام 2009، ونادراً ما يعاد ترشيح شخصية عامة لفترة طويلة في هولندا. 

أحمد أبو طالب سياسي هولندي من أصل مغربي يشغل منصب عمدة روتردام منذ يناير / كانون الثاني 2009 م. وتبوأ سابقاً منصب وزير الدولة للشؤون الاجتماعية والعمل ضمن حكومة" يان بيتر بالكننده" الرابعة، حيث كان أحد وزيرين مسلمين في تلك الحكومة مع السياسية التركية "نبهات البيرق". وهو عضو بحزب العمال في هولندا. 

واشتهر بمواقفه الجريئة فيما يتعلق بمسألة الهجرة والراديكالية وسط الشباب المسلم في هولندا، إلى جانب سياساته الاجتماعية والإدارية على صعيد الحكومات المحلية. فاز بلقب شخصية السنة في هولندا، الذي تمنحه مجلة “إلزفيي” الهولندية.  وتصدر عدة مرات قائمة السياسيين الأكثر احتراما وشعبية في هولندا.

معروف عن أبي طالب عشقه للشعر العربي وقد قام بترجمة بعض الأعمال الشعرية لأدباء عرب من بينهم أدونيس ، أحد الشعراء المعاصرين الأكثر شهرة في العالم العربي والذين هم على قيد الحياة، وهو أمر نادر الحدوث في هولندا لأنه لا يوجد إلا بالكاد من أعمال منشورة لأدونيس بترجمة هولندية. وقد قدم أبوطالب بعض تلك القصائد التي ترجمها إلى اللغة الهولندية مع لغتها العربية الأصلية إلى مهرجان الشعر العالمي في روتردام في يونيو / حزيران  ويتحدث أبو طالب اللغات الأمازيغية و العربية و الهولندية و الإنجليزية بطلاقة.

الميلاد والنشأة والتعليم
ولد أحمد أبو طالب في 29 أغسطس / آب 1961 م، من والديين مغربيين الأصل في قرية بني سيدال في ريف إقليم الناظور شمال المغرب. وهناك تلقى تعليمه الأولى حيث تعلم مباديء الكتابة والقراءة العربية وبعض آيات القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي في مدرسة ولاد سيدي محمد بن حدو بقرية اغيلو مدغار القريبة من مسقط رأسه وفي 17 أكتوبر / تشرين الثاني 1976 .

 عندما بلغ سن الخامسة عشر، إنتقل مع والدته وإخوته إلى هولندا للأقامة فيها حيث كان يعمل والده أماماً بأحد المساجد. وسرعان ما تعلم الفتي أحمد اللغة الهولندية كتابة وقراءة ومخاطبة وباشر دراسته في مدارس التعليم المهني الأولي ودرس الهندسة الكهربائية  ثم نُقل إلى المدرسة المهنية الإعدادية للتوسع في دراسة الهندسة الكهربائية والطيران  فالكلية المهنية العليا حيث تعمق في دراسة الهندسة الكهربائية، وتخصص في هندسة الإتصالات.

حياته المهنية
عمل أحمد أبو طالب بعد استكماله لتعليمه النظامي مراسلاً لمؤسسة فيرونيكا للإذاعة والتلفزيون الهولندية وهيئة الإذاعة الهولندية شبه الرسمية إن.أو.إس، ثم إذعة وتلفزيون لوكسمبوج – فرع هولندا - إر.تي .إل وإذاعة امستردام المحلية وتلفزيون المهاجرين وغيرها من المؤسسات الإذاعية المحلية في الفترة 1986 وحتى 1989، ومن ثمّ إلتحق بالخدمة المدنية بداية بوزارة الرعاية الاجتماعية والصحة والثقافة في عام 1991 كمسؤول إعلامي ومتحدث باسم الوزارة، وعمل بعد ذلك في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الهولندي رئيساً لقسم الاستعلامات ثم مديراً لقطاع الاتصالات والنشر بالمكتب المركزي الهولندي للإحصاء في عام 1994. وفي عام 1998، أصبح أبو طالب مديراً لمعهد فوروم - المركز الهولندي للأجانب سابقاً - وهو منتدى سياسي هولندي يعني بقضايا ومشاكل المهاجرين السياسية والتعددية الثقافية. كما كان أبو طالب محرراً في صحيفة تراو اليومية.

بداية مشواره السياسي
أبدى أحمد اهتماماً بالعمل السياسي منذ وقت طويل، حتى سنحت له الفرصة في عام 2002 وتقدم بطلب للحصول على وظيفة قيادية في  حزب قائمة بيم فورتاوين ( باللغة الهولندية Lijst Pim Lijst, LPF ) الجديدة آنذاك والتي أسسها السياسي الهولندي بيم فورتاين، إلا أنه وبعد مقابلتين مع إدارة الحزب اتضح له بأنه ليس ثمة ما يجمعه مع الحزب من أفكار ورؤى ولا تتماشي توجهاته مع ساسة الحزب وتوجهاتهم السياسية فإعتذر عن الانضمام للحزب، هذا ما ورد في كتاب للسياسية الهولندية فيلومينا بايلهاوت التي شغلت منصب وزير الدولة ممثلة لحزب قائمة بيم فورتاوين قبل سقوط الحكومة التي كان يشارك فيها الحزب.

 وبعد مضي عام انضم أبوطالب إلى حزب العمال الاشتراكي الاتجاه. وفي عام 2004 أصبح عضوا بمجلس بلدية أمستردام، خلفا للعضو العمالي السابق روب آود كر ك . وقبل ولوجه إلى عالم السياسة وكان أبو طالب يعمل موظفاً ببلدية أمستردام. أحمد أبو طالب متزوج ولديه ثلاث بنات وولد.

عمدة مدينة روتردام
في أكتوبر / تشرين الثاني 2008 بدا واضحا أن أبو طالب يرغب في الحصول على منصب العمدة في مدينة روتردام ممثلاً لحزب العمال. وكان من بين آخر أربعة مرشحين للتأهل النهائي للمنصب وفقا لمصادر مقربة من لجنة الاختيار السرية، توطئة لتقديمهم إلى الملك الذي يقوم بتعيين العمدة بناء على توصية من المجلس البلدي. في 16 أكتوبر / تشرين الأول 2008 م، تم ترشيحه من قبل مجلس مدينة روتردام عمدة جديدا للمدينة. ولم يخلو ترشيحه من الجدل. وكان حزب «روتردام الصالحة للعيش» ( باللغة الهولندية Leefbaar Rotterdam, LR ) واحد من الذين وجدوا صعوبة كبيرة في تقبل تعيين ابوطالب عمدة لمدينة كبيرة مثل روتردام، بالرغم من أن عضو لجنة الاختيار ممثل الحزب ماركو باستور كان، كما اتضح لاحقاً، واحد من أعضاء اللجنة الذين صوتوا لصالح أبو طالب. 

وقد اعترض رئيس الحزب رونالد سورنسن على تعيين أبو طالب وبنى حجته على حقيقة أن أبو طالب يحوز على جوازي سفر ويمثل شريحة سكانية مسؤولة عن مشاكل تحدث في مدينة روتردم وكافة أنحاء هولندا. لكن سورنسن خفف لاحقاً من حدة انتقاده. كما انتقد سورنسن انتماء أبو طالب لحزب العمال وإتهمه بأنه يريد المنصب انطلاقاَ مما وصفه باعتبارات انتهازية، واقترح أن يتم تعيين العمدة عن طريق استفتاء سكان المدينة، وهو هذا الاقتراح الذي قوبل بالرفض من قبل مجلس بلدية روتردام في أبريل / شباط 2008 م، بمعارضة 23 صوتاً ضد 22 صوت . كذلك اعترضت على التعيين دون جدوى الكتلة البرلمانية لحزب الحرية بزعامة خيرت فيلدرز.

وفي رد فعله على الاتهامات الموجهة إليه من قبل بعض الأوساط اليمينية الهولندية التي أثارت الشكوك حول ولائه للبلاد عندما رفض التنازل عن جواز سفره المغربي، ذكر أبو طالب إن ولاء المرء للوطن لا علاقة له بجواز السفر الذي يحمله، بقدرما بما يقدمه المرء من خدمات جليلة للوطن، وأن انتمائه المزدوج لهولندا والمغرب هو انتماء طبيعي جبّله الله عليه، ولا يرى فيه أي تناقض كما يحلو للبعض اختلاق مشاكل حوله، بل على النقيض فهو ينظر إليه كمصدر قوة وفائدة لمصلحة البلدين وشعبيهما.

ولكونه من أصل مغربي فأن بإمكانه مخاطبة أفراد الجماعات الإثنية المسلمة في أحيائها السكنية ومواقعها الاجتماعية والدينة كالأندية والمساجد بلغة واضحة وعقلية تفهمها، تلك اللغة الحادة التي لم يكن لهم ليتقبلوها لو أنها صدرت من علي لسان غيره من السياسيين الهولنديين، على الرغم من أن هناك أيضا من لم يرحب بلهجته هذه بل أنه تلقى تهديدات بالقتل، خاصة بعد هجمات باريس في عام 2014م، وتزايد التوتر بين المسلمين وغير المسلمين في أوروبا وردود الفعل المتشددة التي صدرت عنه حينما ذكر مخاطباً افراد الجاليات الإسلامية وبشكل خاص المتشددين منهم في هولندا قائلاً بأن «من لا يطيق الحرية فليحزم حقائبه ويرحل إلى مكان آخر في العالم يجد فيه راحته».

وثمة اصوات أخرى معارضة لتعيين أحمد أبو طالب عمدة لمدينة روتردام كانت ترى في أن مدينة روتردام في حاجة إلى شخصية قيادية ذات بعد سياسي وافق واسع لتعزيز مركزها التنافسي مع مدن عالمية كبيرة مثل شانغهاي و انتويرب وغيرها والتي تنافسها في التربع على قمة الموانيء العالمية، وهي ليست في حاجة إلى شخصية وسيط لحلحلة مشاكل العرقيات والمتاعب التي تثيرها حفنة شبان بالمدينة. وفي 31 أكتوبر / تشرين الأول 2008 م، وافق مجلس الوزراء الهولندي على تعيين أحمد أبو طالب عمدة لمدينة روتردام. وهو بذلك أول عمدة في هولندا من أصول مغربية ومسلم العقيدة ومن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وأول عمدة بهذه الصفة لمدينة من المدن الكبرى في أوروبا. 

وفي 18 ديسمبر / كانون الأول 2008 م، غادر أبو طالب الحكومة المركزية في لاهاي وخَلَفَتَه رفيقته في الحزب جيتا كلاينسمان كوزير ة للدولة للشؤون الاجتماعية والعمل. وفي 5 يناير / كانون الثاني 2009 م، تقلد أبو طالب رسمياً منصب عمدة روتردام خلفاً للعمدة ايفو أوبستيلتن من حزب الأحرار الليبرالي.

اختارت مجلة «إليسفير» الإسبوعية الهولندية أبو طالب في 9 ديسمبر / كانون الأول 2014 م، ليكون شخصية العام ويحوز على لقب المواطن الهولندي الأول لسنة 2014. ووصفت المجلة أحمد أبو طالب بالشخصية الحازمة والملتزمة المكرسة جهودها للعمل مع اهتمام بالتفاصيل. وهو أحيانا يتسم بالتشدّد ويتميّز دائما بالوضوح. وبعد شهرين من هذا التكريم تم اختياره من قبل زملائه عمداء المدن الهولندية الأخرى ليحمل لقب «عمدة السنة». 

وقدمته مجلة «بيننلاندس بيستور»، وهي مجلة أسبوعية موجهة للإداريين وموظفي الخدمة المدنية، أحمد أبو طالب، كأحسن مسؤول محلي في هولندا، موضحة بأنه قد تقدم على زملائه أرنو بروك، عمدة مدينة دوردريخت ، وإيبرهارد فان در لان، عمدة أمستردام، وهنري لينفيرينك عمدة مدينة لايدن، وبيتر دين أودستين عمدة خرونينغن ، وبيتر فان دير فيلدين عمدة مدينة بريدا ، ويان فان زانين، عمدة أوترخت الذين كانوا مرشحين للقب نفسه. وحسب المجلة فإن اختيار أبو طالب أملته بشكل خاص اعتبارات مثل إدارته الجيدة والكفؤة للمدينة وما يتحلى به من خصال نبيلة كالصدق والنزاهة والاستفامة، وأنه استطاع أن يمنح روتردام الوجه الذي تستحقه محلياً وعالميا.

أنشطته أخرى
كان أبو طالب عضو في اللجنة الوطنية المعنية بتنسيق احتفالات تنصيب فيليم الكسندر ملكاً على مملكة هولندا في 30 أبريل / نيسان عام 2013 م. و كان أيضاً عضوا في مجلس مفتشي التعليم موندريان بمدينة لاهاي ورئيس اللجنة الاستشارية المعنية بتعيين أعضاء مجلس الثقافة الهولندي ( في الفترة من 2002 وحتى 2004م، وعضو بالمجلس التنفيذي لمركز بابل لدراسات تعدد اللغات في مجتمع متعدد الثقافات التابع لكلية الآداب بجامعة تيلبرخ الهولندية وهو أيضاً من اصحاب مبادرة تأسيس «جمعية الائتلاف الهولندي للسلام في الشرق الأوسط».

أحمد أبو طالب يفوز بمنصب عمدة بلدية روتردام لولاية ثالثة


هاشتاغ هولندا
google-playkhamsatmostaqltradent