recent
أخر الأخبار

قصة مأساوية.. انتحار صبي سوري (14 سنة) في أحد مراكز استقبال اللاجئين في هولندا

تناقلت وسائل اعلام هولندية محلية خبر انتحار صبي سوري يبلغ من العمر (14 سنة) في مركز لجوء خلزة جنوب هولندا..

وقال والدي الصبي "علي" وفقاً لترجمة مدونة هاشتاغ هولندا عن صحيفة ألخمين داخبلاد "أصر علي على البقاء في هولندا"، إنه عمل يعبر عن اليأس. لقد قتل الشعور بالحياة المليئة بالخوف الصبي "علي غزاوي" البالغ من العمر 14 عاما يوم الثلاثاء الماضي في مركز استقبال طالبي اللجوء  خلزة .

قصة مأساوية.. انتحار صبي سوري (14 سنة) في أحد مراكز استقبال اللاجئين في هولندا
عائلة علي

اظهر شقيق "علي" الأصغر محمد (12 سنة) كتاب كبير بعنوان "التشريح" مكتوب باللغة الإنجليزية ويحوي أكثر من ألف صفحة.  كان علي مواضب  على قراءة كتاب "التشريح" لبضعة أشهر. ضمن الكتاب يوجد إشارة مرجعية باللون الأصفر تحديداً في الصفحة 623.

يقول شقيق علي الأصغر : "أراد أخي أن يصبح طبيب قلبية. لقد حفظ هذا الكتاب الذي يتحدث عن كيفية عمل أجسامنا. لقد تابعته كثيراً، وكنت معجباً بقدرته على القراءة باللغة الإنجليزية. حتى أن علي كان يتحدث خمس لغات، باإضافة لاتقانه اللغة الهولندية بشكل جيد ".

ولكن علي كان حزيناً جداً، ولم يستطع تحمل حقيقة أن عائلته لم تجد الراحة بعد فرارهم من سوريا. في السنوات التسع الأخيرة من حياته، فر الصبي مع والده أحمد والأم عائشة وخمسة إخوة وأخوات. العائلة من درعا في جنوب غرب سوريا. مكان دمرته الحرب الطويلة. "كان علينا أن نخرج من هناك ، لم يكن لدينا أي خيار". 

يقول الأب أحمد "بقينا في مخيم للاجئين في لبنان لمدة خمس سنوات". لينتهي بنا المطاف في النهاية في إسبانيا، حيث وعدنا بإمكانية الحصول على منزل بالإضافة الى العمل. لسوء الحظ كانت الأمور مختلفة". 

وأضاف الأب: "نعم، حصلنا على تصريح إقامة في إسبانيا، لكن اقامتنا في مدينة "مرسية" الإسبانية لم تكن قابلة للعيش. حصلنا على غرفة واحدة بدون نافذة حتى. وهذا لا يتناسب مع عائلة مكونة من ثمانية أفراد".

سمعت العائلة أن استقبال اللاجئين في هولندا أفضل بكثير لذلك قررت التوجه الى هولندا.

عند وصول العائلة الى مركز استقبال اللاجئين المركزي "تير_أبل" في هولندا. تقدمت العائلة بطلب اللجوء، ولكن الفرص تكاد تكون مستحيلة من حصول عائلة الغزاوي على تصريح الإقامة في هولندا، لأنهم تقدموا أولاً بطلب للحصول على اللجوء في إسبانيا وتم منحهم وضع الإقامة هناك". 

وهذا يعني أن عليهم العودة إلى إسبانيا مجدداً، حيث اُستقبلت العائلة بشكل سيء واصبحت الأسرة تنام في الشارع. تقول العائلة "قيل لنا أنه يجب علينا العودة إلى هولندا، على ما يبدو أن أوراقنا لم تعد صالحة". "وكان رد الشرطة على وجه الخصوص عدواني، حتى مع الأطفال ".


وعند عودة العائلة إلى هولندا، بدأ علي يتعلم المزيد والمزيد عن الثقافة الهولندية. كما أنه بدأ يشعر بالأمان هنا.

تنقل ألخمين داخبلاد عن الأم عائشة : " لم يكن طفلنا يخاف من الشرطة هنا، كما هو الحال في إسبانيا. عندما سمعنا مؤخرا أننا لن نتمكن من البقاء في هولندا، حدث شيء لعلي. لم يعد يريد أن يتكلم ويأكل بعد الآن". "لم أجرؤ على النوم لمدة ثانية". 

أول محاولة للانتحار من قبل علي كانت في عام 2019، لكن والده تمكن وقتها من إنقاذه. بعد ذلك خضع علي لجلسات الصحة النفسية، لكن وضعه كان يسوء. 

يوم الثلاثاء الماضي، أنهى علي حياته. وسبب للعائلة بفقدان ابنهم الأكبر قدر كبير من الحزن للأسرة.

قصة مأساوية.. انتحار صبي سوري (14 سنة) في أحد مراكز استقبال اللاجئين في هولندا
علي


تقول صحيفة ألخمن داخبلاد : "نريد أن نروي هذه القصة لنثبت أن الأطفال اللاجئين مثل علي ليس لديهم منزل آمن في أوروبا. لا تستغرق إجراءات اللجوء وقتاً طويلاً فحسب، ولكن هناك اختلافات كثيرة في استقبال اللاجئين من بلد لأخر. لكانت تجربة اللجوء الى إسبانيا رهيبة بالنسبة لعلي. لقد انهار حلمه بالعيش في هولندا. وهكذا أصبحت الحياة كابوسا ".

يؤكد "إدوارد إرنست" من الجهاز المركزي لاستقبال طالبي اللجوء قصة الأسرة: "نحن نتعاطف معهم حقا، شعبنا يتأثر جدا بما حدث. خاصة لأن علي كان صغيراً جداً. "

وأضاف إرنست، تحاول منظمة "كوا" المسؤولة عن استقبال اللاجئين، مساعدة الأسرة في في ترتيبات الجنازة و تقديم الدعم الروحي. سيتم دفن صبي "علي الغزاوي" اليوم الاثنين.

قصة مأساوية.. انتحار صبي سوري (14 سنة) في أحد مراكز استقبال اللاجئين في هولندا
أحمد والد علي

هاشتاغ هولندا

google-playkhamsatmostaqltradent