recent
أخر الأخبار

أمستردام على حافة الانهيار..ما هي خطط انقاذها؟

 رغم أن قيود "كوفيد-19" الأخيرة أعفت العاصمة الهولندية من آفة السياحة المفرطة، إلا أنه يبدو أن مدينة أمستردام تعاني من أزمة وجودية أكثر إلحاحاً.


وتعاني أمستردام من خطر الانهيار في المياه، والشقوق والحفر على طول الممرات المائية وانهيار جدران الرصيف مقابل المراكب، لذلك فإن التغيير بنسب هائلة وحده قادر على إنقاذها.


ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى حتى الآن، ولكن ما لم يتم العمل على كيفية تنفيذ إصلاحات دقيقة، وتبلغ قيمتها ملايين الدولارات، فقد تضيع بعض البنية التحتية الجميلة التي تعود إلى العصور الوسطى، والتي تجعل أمستردام وجهة شهيرة.


وبالعودة إلى الفترة بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر، عندما بدأت أمستردام في النمو، تم تشييد المباني على أكوام خشبية، ثم ظهرت الخرسانة لاحقًا، والتي وفرت الاستقرار في الأرض المستنقعية وغير المستقرة حول نهر "أمستل".


وتم حفر القنوات في التربة الناعمة ذاتها وبناء جدران القناة.


ونظراً لأن العديد من هذه الهياكل يزيد عمرها الآن عن 500 عام، فمن المؤكد أن يحتاج الكثير منها إلى المعاينة بين الحين والآخر.


ولكن، على مر السنين، يبدو أن البلدية قد أهملت مراقبة بعض المباني الأكثر عرضة للسقوط.


والآن يتواجد عدد كبير من الجسور، البالغ عددها ألف و600 جسر، و200 كيلومتر من القنوات بحاجة إلى التحقق منها واستبدالها إذا لزم الأمر.


وبينما تم تسليط الضوء على المخاطر بشكل متكرر في الآونة الأخيرة، يبدو أنه قبل عام 2020، كان الملاذ الرئيسي لأمستردام طلب الرجاء في أفضل الأحوال.


وفي يناير / كانون الثاني، سلطت القناة الإخبارية المحلية "AT5" الضوء على خمس سنوات من تحذيرات المسؤولين بشأن الحالة المحفوفة بالمخاطر للممرات المائية التي قالت إنها لم تلق اهتماما كبيرا من قبل سلطات المدينة حتى هذا العام.


وأشارت القناة الإخبارية إلى مخاوف أحد الغواصين الذي رفض إجراء عمليات تفتيش تحت أحد الجسور القديمة في أمستردام بسبب الخوف من الانهيار الوشيك.


ورداً على ذلك، قالت البلدية إن الإصلاحات تُجرى عند الحاجة الملحة، ولكن على الرغم من إجراء الأبحاث لتقييم حالة كل جدار وجسر رصيف، لا يمكن ضمان السلامة بالكامل.


وقال متحدث باسم الشركة: "لا يمكن استبعاد المخاطر بنسبة مائة بالمائة".


واستمرت الأمور منذ ذلك الحين، وتتطلع أمستردام الآن إلى ما يمكن أن يكون بعضاً من أكبر تحديات البنية التحتية التي واجهتها على الإطلاق.


وبعد عدة حوادث شملت جدران القناة المنهارة، طلبت ألدرمان شارون ديجكسما، المسؤولة المشرفة على حركة المرور والنقل، تقريراً مستقلًا خلص إلى أن ما لا يقل عن نسبة 5% من جدران قناة المدينة المبنية من الطوب البالغ طولها 200 كيلومتر في حالة سيئة من الإصلاح، مما يزيد من خطر الانهيار.


وقدم التقرير أيضاً بعض التوصيات التي يمكن أن تغير بشكل جذري الطريقة التي تتعايش بها المدينة الحديثة مع البنية التحتية القديمة التي بنيت عليها، خلال السنوات القليلة المقبلة على الأقل.


وعند الضرورة، يمكن قطع الأشجار وإزالة أماكن وقوف السيارات وإغلاق الطرق أمام المركبات التي يزيد وزنها عن 3.5 طن. ومن الآن فصاعداً، سيتم توفير 22.5 مليون يورو، أي 26.5 مليون دولار، سنوياً لأعمال الصيانة.


وتوجد جدران القناة في أسوأ حالة على رأس قائمة الاستبدال على المدى القصير.


وسيتم مراقبة الأماكن الأكثر خطورة عن كثب، وإذا لم تعد آمنة، فسيتم اتخاذ تدابير فورية.


وقد تم بالفعل إغلاق ستة جسور جزئياً أو كلياً، وتم اتخاذ تدابير طارئة في بعض النقاط المعرضة للخطر على طول القنوات.


ومن بينها، طريق "Rozengracht"، وهو طريق شرياني مزدحم يمر عبر حي "جوردان"، عبر قناة "Lijnbaansgracht"، والذي أغلق أمام حركة المرور الكثيفة.


كما أصبح الجسر الذي يقع عند تقاطع قناتي "Lauriergracht" و"Lijnbaansgracht" مفتوحاً فقط لراكبي الدراجات والمشاة.


وفي الفترة الممتدة حتى عام 2023، سيتم تجديد حوالي 27 جسراً، وسيتم تجديد حوالي 800 متر من جدران الرصيف واستبدال حوالي 3 آلاف و800 متر من جدران الرصيف.


وتقدر التكاليف الإجمالية بنحو 450 مليون يورو، أي حوالي 530 مليون دولار.


وتقول ديجكسما: "لقد تأخرت إدارة جدران وجسور الرصيف في العقود الأخيرة لأنها لم تُعطى الأولوية السياسية التي تستحقها كما أنها لا تعد موضوعاً مثيراً للاهتمام".


وتؤكد ديجكسما أن إعادة صيانة الهياكل إلى مستوى جديد "مهمة معقدة وكبيرة وعاجلة".


وتتابع ديجكسما أنه في حين أن 20 موقعاً في جميع أنحاء أمستردام أصبحت مغلقة حالياً أمام حركة المرور الكثيفة، فمن المرجح أن تتبعها المزيد من المواقع.


وتضيف قائلة: "تأتي السلامة دائماً في المقام الأول، ولكن من الصعب الوصول إلى المدينة وجعلها صالحة للعيش".


ومن أجل التحقق من حالة الجسور وجدران القناة، تستخدم البلدية مسامير قياس تقليدية لتتبع الحركات الهيكلية كما تستخدم أيضاً أساليب أكثر ابتكاراً مثل بيانات الأقمار الصناعية، والسونار، والمسح ثلاثي الأبعاد.


وأصبحت عملية استبدال الجدران والجسور أكثر تعقيداً بسبب مساحة العمل المحدودة على الأرض والمياه المزدحمة بسبب وجود المراكب.


وفي الماضي، أدى هذا إلى إبطاء حتى مشاريع الإصلاح الصغيرة، ولكن مع نفاد الوقت، يعمل المسؤولون الآن على تسريع هذه العمليات.


ويقول مدير مشروع جدران وجسور الرصيف في أمستردام، ألبرت جونجسما: "إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ إجراء فوري، فإننا لا ننتظر نتائج البحث المكثف".


أمستردام على حافة الانهيار..ما هي خطط انقاذها؟


هاشتاغ هولندا

المصدر CNN

google-playkhamsatmostaqltradent