recent
أخر الأخبار

ألمانيا ستسمح بعمليات ترحيل اللاجئين السوريين اعتباراً من العام المقبل

أعلن نائب وزير الداخلية الألمانية هانس غيورغ أنغيلكه، أن ألمانيا ستسمح ابتداء من العام المقبل بترحيل سوريين إلى بلادهم. ويتعلق الأمر بمجرمين ومتورطين في أعمال تهدد الأمن الألماني.

بعد أن جمدت الحكومة الألمانية منذ عام 2012 عمليات ترحيل اللاجئين السوريين بشكل كامل، وجددت التجميد 9 مرات متتالية، بسبب الظروف الأمنية والحياتية المتردية في سوريا، ولكن ستسمح ألمانيا مجددا بعمليات الترحيل إلى سوريا ابتداء من 2021 في حال اعتبروا أنهم يشكلون تهديدا للأمن الألماني، حسبما أعلن مسؤول كبير في وزارة الداخلية اليوم الجمعة (11 ديسمبر/كانون الأول 2020).

واليوم الجمعة، وافقت الحكومة الألمانية على مشروع قرار مقدم من وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر، يقضي بترحيل السوريين المشتبه بهم إلى سوريا، بداية كانون الثاني المقبل، وفق شروط معينة، بناء على ما جرى خلال مؤتمر وزراء الداخلية الخميس.

وقال نائب وزير الداخلية هانس غيورغ أنغيلكه للصحافيين إن "الحظر العام على الترحيل (إلى سوريا) ستنتهي مدته في نهاية هذا العام". 

وأضاف "الذين يرتكبون جرائم أو يسعون وراء أهداف إرهابية لإلحاق أذى خطير بدولتنا وشعبنا، يجب أن يغادروا البلاد وسوف يغادرون".

وفي تصريحات صحفية، قال وزير داخلية ولاية بافاريا، يواكيم هيرمان، إن وزراء الداخلية المنحدرين من الاتحاد المسيحي الحاكم (يمين وسط)، لم يوافقوا على تمديد التجميد المفروض على ترحيل السوريين.

وأوضح "رغم هذا القرار، فإن الأمر لا يتعلق بترحيل الغالبية العظمى من السوريين، ويتعلق الأمر فقط بمجموعة صغيرة من المجرمين الخطرين وهؤلاء الذين يمثلون تهديدات أمنية".

ماذا يعني هذا القرار؟

بصفة عامة، يعني رفع التجميد المفروض على ترحيل السوريين، أن المجرمين والأشخاص الخطرين لم يعدوا في مأمن من الترحيل من الناحية النظرية.

ويصنف الشخص على أنه "خطير" إذا رأت الشرطة أن بإمكانه ارتكاب جريمة في أي وقت.

وتصاعدت الدعوات لتغيير في الموقف منذ توقيف سوري في تشرين الثاني/نوفمبر بشبهة تنفيذ اعتداء دام بسكين في مدينة دريسدن. وقال المدعون إن الشاب البالغ من العمر 20 عاما، والمتهم بقتل سائح وإصابة آخر بجروح خطيرة، كان مدانا بعدد من الجرائم ومعروف بقربه من الأوساط الإسلامية. وكان يقيم في ألمانيا بموجب وضع خاص يمنح للأشخاص الذين تُرفض طلباتهم للجوء، ولكن لا يمكن ترحيلهم.

وترى السلطات الأمنية أنها لا تستطيع رقابة كل الأشخاص الذين يمثلون خطرا أمنيا، خاصة في ظل ارتفاع أعدادهم بشكل مطرد، لذلك أوصت بترحيل الخطرين أمنيا ممن لا يحملون الجنسية الألمانية، وفق دي فيلت.

هل الترحيل ممكن حالياً؟

يعارض الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) الشريك في الائتلاف الحاكم، أي محاولة لترحيل سوريين إلى بلدهم الأصلي، انطلاقا من صعوبة الوضع الأمني والمعيشي في البلد العربي، لكن معارضته لم تمنع مؤتمر وزراء الداخلية في اجتماع أمس، من إنهاء التجميد المفروض على ترحيل اللاجئين السوريين.

وقال بوريس بيستوريوس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزير داخلية مقاطعة سكسونيا السفلى، إنه من الناحية العملية فإن إجراءات الترحيل إلى سوريا يمكن أن تبقى شبه مستحيلة "لعدم وجود مؤسسات دولة لدينا علاقات دبلوماسية معها".

 لكن بيستوريوس  انتقد بشكل حاد رمزية معنى أن تصبح ألمانيا التي استقبلت أكثر من مليون مهاجر، بينهم مئات آلاف السوريين، في ذروة أزمة تدفق المهاجرين بين 2015 و2016، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تقوم بإلغاء حظر الترحيل. وقال بيستوريوس "إنه وضع استثنائي لا نحتاج بالضرورة أن نفتخر به".

لكن عمليات ترحيل السوريين المشتبه بهم أو الخطرين أمنيا صعبة للغاية من الناحية الواقعية في الوقت الراهن، بل تبدو مستحيلة، رغم اتخاذ القرار من الناحية النظرية، وفق الصحيفة نفسها.

وفي السياق ذاته، أشار بوريس بيستوريوس في تصريحات صحفية إن الوضع في سوريا لم يتحسن ، بل على العكس مازالت عمليات التعذيب والقتل مستمرة من قبل النظام السوري.

ووفق لصحيفة دي فيلت، فإن المحامي الدولي كونستانس دانيال ثيم، أجرى مؤخرا تحليلا قانونيا لإمكانية إعادة المشتبه بهم السوريين إلى سوريا، لصالح حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا غربي ألمانيا.

ووفق ثيم، فإن الحرب الأهلية توقفت في مناطق بعينها في سوريا ويمكن إعادة اللاجئين السوريين إلى هذه المناطق من الناحية النظرية.

لكن هناك مشاكل قانونية تعيق الترحيل من الناحية العملية، فلا توجد أي ضمانات سياسية أو دبلوماسية يمكن تقديمها لقضاة المحاكم الألمانية المعنيين باتخاذ قرارات الترحيل، تفيد بأن المرحلين لن يتعرضوا للتعذيب أو أي معاملة غير إنسانية في سوريا، حسب ثيم.

ثيم قال أيضا ترحيل المشتبه بهم السوريين إلى سوريا يتطلب تنسيقا وتعاونا دبلوماسيا رفيعا مع الحكومة السورية، وحتى اليوم، لا توجد أي مؤشرات على رغبة الحكومة الألمانية في إقامة هذا النوع من التعاون، إذ ترفض ألمانيا أي تواصل دبلوماسي مع دمشق منذ 2012".

وبالتالي، فإن إنهاء التجميد المفروض على ترحيل السوريين لا يعني القيام بعمليات ترحيل دون تقييم حالة حقوق الإنسان والسلامة الجسدية في سوريا، حتى وإن كان المرحلون مجرمين أو أشخاصا خطرين أمنيا، وفق دي فيلت.

وأوضحت الصحيفة "لا يمكن ترحيل المشتبه بهم السوريين إذا كانت هناك احتمالية لتعرضهم للقتل أو التعذيب، وفق الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".

ويقيم في ألمانيا حاليا نحو 800 ألف لاجئ سوري دخل معظمهم البلاد في إطار أزمة المهاجرين التي ضربت الاتحاد الأوروبي في 2015.

ألمانيا ستسمح بعمليات ترحيل اللاجئين السوريين اعتباراً من العام المقبل

هاشتاغ هولندا

google-playkhamsatmostaqltradent