طالبت مجموعة من الخبراء والعلماء المستقلين في هولندا بإغلاق المدارس على الفور لوقف انتشار فيروس كورونا.
"يجب إغلاق جميع المدارس على الفور لمدة أسبوعين على الأقل"، هذه مناشدة أطلقها خبراء من "الخلية الحمراء" وهي مجموعة مستقلة من العلماء الذين يعملوا على تقديم النصائح حول جائحة كورونا للحكومة الهولندية.
ووفقاً للخبراء، فإن الإصابات بين طلاب المدارس في المرحلة الثانوية تتزايد بسرعة كبيرة لدرجة أن الإغلاق هو العلاج الوحيد لوقف هذا الانتشار.
أظهر تحليل أجرته الخلية الحمراء أن أكثر من عُشر الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً والذين أجروا فحوصات كورونا تبين أنهم مُصابون بالفيروس.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن هذا يعني أن هذه المجموعة قد فقدت القدرة على متابعة الإصابة بالفيروس، ولأن الأطفال في معظم الأحيان لا يخضعون للاختبار على الإطلاق، فمن الصعب تحديد حجم المشكلة الفعلي. وبسبب هذه المشكلة دعت الخلية الأحمر إلى إجراء المزيد من الاختبارات بين المراهقين.
يقول "بيرت سلاختر"، عالم الرياضيات وعضو الخلية الحمراء: "إذا كنت ترغب في الحد من الاتصال الاجتماعي بين الأشخاص لتقليل انتشار الفيروس، فمن المنطقي توفير أكبر قدر ممكن من التعليم عن بعد في المستقبل القريب، في المدارس يجلس الكثير من الناس بالقرب من بعضهم البعض في غرف مغلقة."
وأضاف "سلاختر" كما نقلت عنه صحيفة التيلخراف الهولندية ووفقاً لترجمة مدونة هاشتاغ هولندا : "بناءً على ما نعرفه حتى الآن عن الفيروس، من المنطقي أن يكون لدينا شكوك تتعلق بإمكانية إصابة الأشخاص في المدارس".
معلومات محدودة عن الفيروس
وفقا لـ سلاختر، ما زالت معرفتنا بهذا الفيروس محدودة للبت في إرسال الأطفال إلى المدرسة دون قيود، يقول "سلاختر": "على سبيل المثال، نسبة كبيرة من الشباب المصابين لا تظهر عليهم الأعراض، لا يشعرون بذلك، لكن يمكنهم نقل عدوى الفيروس".
من وجهة نظر "سلاختر " فإن إغلاق المدرسة لفترة قصيرة يمكن أن يخفف ضغط انتشار الفيروس بسرعة، وبعد ذلك يمكن استئناف التعليم كالمعتاد، أضاف "سلاختر": "لكن إغلاق المدارس لن يساعد إلا في حالة وجود قيود أخرى".
عطلة الخريف الطويلة
وفي ذات السياق أشار "سلاختر"، الى إمكانية اختيار ما يسمى بـ "عطلة الخريف الممتدة" في هولندا.
وهنا يجب أن يحصل الأطفال بعطلة لأسبوعين وليس أسبوع واحد، الآن وبعد استئناف التعليم في بعض المدارس، لم يعد هذا الخيار متاحاً على ما يبدو.
ومع ذلك، لا يبدو الإغلاق خياراً واقعياً، حيث أعلنت جمعية التعليم العام مؤخراً أنها تفضل إبقاء أبواب المدرسة مفتوحة لأطول فترة ممكنة.
ومن جانبه، أعلن وزير التعليم "سلوب" هذا الأسبوع لصحيفة التيليخراف أنه لا يؤيد إغلاق المدارس والقواعد الإضافية في الفصول الدراسية.
وقال سلوب هذا رداً على استطلاع أجراه المعلمون في العمل، والذي أصبح واضحا فيه أن أكثر من ثلاثة أرباع المعلمين يريدون من مجلس الوزراء بذل المزيد من الجهد للوقاية من عدوى كورونا في المدرسة.
ووفقاً "للخط المدرسي الساخن" المعني بتوثيق إصابات كورونا في المدارس، يوجد الآن 342 مدرسة ثانوية تم اكتشاف انتشار عدوى فيروس كورونا فيها.
مع بداية الفيروس كان يُسجل عدوى واحدة، ولكن الآن تتوسع المجموعات بوتيرة سريعة، هذا ما يؤكده أحد المتحدثين : "نرى وضعاً مقلقاً للغاية في المدارس، ولأن المدارس لا تتواصل دائماً بشكل علني بشأن حالات كورونا، فإننا نشك في أننا لا نملك سوى غيض من فيض من المعلومات".

هاشتاغ هولندا