recent
أخر الأخبار

جزء من اللاجئين السوريين يفكر في العودة، لا نستطيع التنفس في هولندا

جزء من اللاجئين السوريين يفكر في العودة: لا نستطيع التنفس في هولندا

الحرب في سوريا لم تنته بعد، ومع ذلك تتلقى منظمات العودة مكالمات يومية من طالبي اللجوء الذين يفكرون في العودة. "هؤلاء هم الأشخاص الذين لم يتمكنوا من التأقلم هنا في هولندا، ويعبروا عن ذلك بجملة لا نستطيع التنفس."

عندما يقود نادر سيارته في شوارع العاصمة دمشق، لا يفكر أبدا في هولندا مرة أخرى. "هنا يمكنني الاستمتاع بالحياة مرة أخرى، لم أستطع أن استمتع بذلك في هولندا. لقد نظر إلي الجميع في هولندا كلاجئ، وهنا أشعر بأنني زعيم عائلتي مرة أخرى".

فر نادر وزوجته وأطفاله الثلاثة من الحرب الأهلية من سوريا إلى هولندا في عام 2016 وحصلوا على تصريح إقامة في هولندا. ورغم أن الحرب في سوريا لم تنته بعد، عادت العائلة إلى دمشق قبل حوالي عام. وسبب العودة هو الحنين إلى الوطن وشعروهم بالوحدة وسوء فهمهم في هولندا. 

يقول نادر في مقابلة مع صحيفة ألخمين داخبلاد الهولندية: "هربت بسبب انعدام الأمن في سوريا، لكن هذا لا يعني أنه ليس لدي أي إحساس. لم يفهم أحد في هولندا ذلك".

الغالبية تريد البقاء

تعتبر عودة طالبي اللجوء إلى سوريا قضية ساخنة في هولندا وخاصة مع صعود تيارات اليمين المتطرف في الانتخابات السابقة. 


منذ عام 2014، حصل أكثر من 70 ألف سوري على تصريح إقامة في هولندا. وفي أخر استطلاع للرأي، أشارت الغالبية العظمى منهم إلى رغبتهم في البقاء في هولندا. 

حتى الآن، لا يزال عدة مئات من السوريين في هولندا يقدمون طلبات اللجوء كل شهر.

في غضون ذلك، تدعو بعض الأحزاب السياسية في هولندا إلى عودة السوريين لبلادهم قبيل الانتخابات البرلمانية التي ستشهدها هولندا في 17 مارس/أذار القادم. هذا ما أعلنه حزب الحرية اليميني بزعامة السياسي الشعبوي خيرت فيلدرز في البرنامج الانتخابي للحزب في الشهر الماضي، وينظم حزب منتدى من أجل الديمقراطية أيضاً إلى فكرة عودة اللاجئين السوريين.

في الوقت الحالي، لا تقوم هولندا بإعادة أي شخص قسراً إلى سوريا، مازالت هولندا تُقييم سوريا على أنها بلد "غير آمن". 

ربما يكون العنف الذي شهدته سوريا خلال سنوات الحرب الأخيرة قد هدأ، لكن الحرب الأهلية لا تزال مستعرة في شمال غرب البلاد وفقاً لتسمية ألخمين داخبلاد وترجمة مدونة هاشتاغ هولندا. 

وأشارت ألخمين داخبلاد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" مازال يقوم بهجمات. بالإضافة إلى ذلك، تشعر هولندا بالقلق إزاء انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الدولة السورية وجماعات أخرى. ولكن يمكن للسوريين العودة على أساس طوعي، ويمكنهم طلب المساعدة (المالية) من هولندا.

نتلقى مكالمات يومية من السوريين الذين يفكرون في العودة. يشعر هؤلاء الناس بالحنين إلى الوطن أو لا يستطيعون الاستقرار في هولندا

هيران علي، منظمة الطريق الصلب "سولد رولد"

نتلقى مكالمات يومية من السوريين الذين يفكرون في العودة الى بلادهم. يشعر هؤلاء الناس بالحنين إلى الوطن أو لا يستطيعون الاستقرار في هولندا. هؤلاء الناس يشعرون أنهم لا يستطيعون التنفس هنا، "يقول هيران علي ، من منظمة الطريق الصلبة والتي تساهم بإجراءات العودة.

 وأضاف هيران: "بعض الناس لا يندمجون هنا، لأنهم لم يكونوا منهكين في سوريا. لقد جاؤوا إلى هنا من حالة حرب، وما زالوا في بعض الأحيان يعانون من الصدمات وبالكاد يتلقون المساعدة ". 

ما يلعب أيضا دورا في كثير من الأحيان: مشاكل العثور على عمل في هولندا."الكثير من الأشخاص الذين يجدون عملاً يحصلون على وظيفة أقل بكثير من مستواهم" وفقاً لهيران.

"سولد رود" أو "الطريق الصلب" هي واحدة من منظمتين مستقلتين تساعدان السوريين على العودة. عاد ثمانية أشخاص من خلال المنظمة في عام 2019. خلال عام 2020، توقفت اجراءات العودة بسبب قيود السفر التي فرضتها جائحة كورونا. يقول هيران إنهم يتلقوا الطلبات مرة أخرى في الوقت الراهن. "هناك الآن عشرة أشخاص على قائمة الانتظار".

من الصعب تحديد إجمالي عدد السوريين العائدين. أفادت دائرة الإعادة إلى الوطن والمغادرة، وهي جزء من وزارة الأمن والعدل الهولندية، أنها ساعدت في عامي 2019 و 2020 حوالي عشرة سوريين في رحلتهم عن طريق حجز تذاكر طيران. وهم نفس الأشخاص الذين قابلوا منظمة "الطريق الصلب".

تصريح الإقامة المفقود

لكن مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي (SCP) حسب العام الماضي أنه "من بين جميع السوريين الذين حصلوا على تصريح إقامة في هولندا بين عامي 2014 و 2016، غادر حوالي 2.3 بالمائة هولندا بحلول منتصف عام 2018". أين ذهب هؤلاء الـ1355 شخصاً، إلى سوريا أو أي دولة (أوروبية) أخرى، لم يتم التحقق من الأمر. لا يجوز للجميع الإبلاغ عن رحلة العودة على الفور، أي شخص يعود بشكل واضح إلى سوريا سيفقد من حيث المبدأ تصريح إقامته الهولندي.

ساعدت منظمة "الطريق الصلب" أيضاً نادر وعائلته على العودة إلى دمشق. يقول هيران: "من خلال منظمتنا الشريكة في سوريا، تمكنا من ضمان تمكن نادر من شراء سيارة أجرة. وهو الآن سائق تاكسي نهاراً، وسائقاً خاصاً لأشخاص من منظمات الإغاثة في المساء. كان قادراً على استعادة حياته مرة أخرى ".

اعتقال واستجواب

ومع ذلك، فإن العودة إلى سوريا معقدة. لأن الحرب في سوريا ربما تكون قد انتهت، لكن "نظام الأسد" لا يزال في السلطة كما تقول ألخمين داخبلاد. 

يخشى السوريون أن يتم القبض عليهم من قبل العديد من الأفرع الأمنية سيئة السمعة من أجل "الاستجواب" عند عودتهم. أو للالتحاق بالخدمة العسكرية وإرسالهم إلى إحدى الجبهات المتبقية. 

حسبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان هناك ما لا يقل عن 2000 سوري اعتقلوا بعد عودتهم من دول مجاورة مثل لبنان أو الأردن وتم استجوابهم لعدة أيام. يقول مصدر إغاثي لألخمين داخبلاد : "هناك أشخاص يريدون العودة، لكن لا أحد متأكد إذا كانوا مدرجين على قائمة المخابرات هناك أم لا، وما إذا كان ذلك يمكن أن يسبب مشاكل".

"لا نريد اعتقال الناس بعد عودتهم. هذا ليس جيداً بالنسبة لهم وليس جيداً للسياسة الهولندية "، كما يقول هيران علي. وأضاف هيران : "لم يتعرض أي شخص عاد من خلالنا إلى المشاكل". وسوف تبقى منظمة الطريق الصلب على اتصال لمدة اثنتي عشر شهراً على الأقل بعد الوصول.

التفاوض مع الأسد

أكبر منظمة شريكة في هولندا للعودة الطوعية، المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ، لم تساعد بعد في العودة إلى سوريا. السبب الرسمي هو أن سوريا لا تزال خطيرة للغاية. 

 وفقاً لصحيفة ألخمين داخبلاد سيتعين على هولندا إعادة تشديد العلاقات المقطوعة مع نظام الأسد ، المتهم بارتكاب العديد من جرائم الحرب.

جزء من اللاجئين السوريين يفكرون في العودة، لا نستطيع التنفس في هولندا


يقول السوري نادر الذي يعمل سائق أجرة في العاصمة دمشق الآن : يمكنني الحفاظ على عائلتي على قيد الحياة هنا وهذا شعور أفضل مما كنت عليه عندما كنت في هولندا.

وأضاف نادر : "لم أكن خائفاً من العودة وليس لدي مشاكل في سوريا". مشكلة واحدة، بعد ثماني سنوات من الحرب، تواجه سوريا أزمة اقتصادية كبيرة. وهذا أحد أسباب عدم عودة الكثير من الناس. لكن يمكنني إبقاء عائلتي على قيد الحياة هنا وهذا شعور أفضل مما كنت عليه عندما كنت في هولندا ".

وأشارت صحيفة ألخمين داخبلاد أنه تم تغيير اسم نادر لأسباب أمنية. وكانت منظمة الطريق الصلب هي الوسيط بين الصحيفة و السوري نادر المتواجد حالياً في مدينة دمشق. 




google-playkhamsatmostaqltradent